غناء الكف
في السبعينات من القرن الماضي و بالصدفة دخل العود مع الدف اوالطبله ومن شكله الكف الخشابي الي شكل الكف المعاصر و معه يعتلي الفنان التخت و يعلو عن صف الكفافة وهذا الشكل هو الناجي الي الأن بفضل رشاد عبد العال و محمد ابدرويش و الاستاذ عبود رحمهم الله و الفنان عبد المقصود الجعفري.
الكف منتشر في أنحاء مصر ولكننا سنتحدث عن الكف في المنطقة الممتدة فيما بين مدينتي دارو وإسنا في محافظتي أسوان وقنا, رغم أن إسنا تعتبر مركز من مراكز محافظة قنا ولكنها تنتمي إلى الثقافة الأسوانية لقربها من مدينة ادفو في محافظة أسوان و ربما كان التقسيم الاداري القديم اكثر اتساقا حين كان الصعيد الاعلي يبدء من قرية الطود او الطوط قديما الي نهاية حدود مصر جنوبا منتهيه تقريبا عن حدود النوبه .
الكف في هذه المنطقة يعتمد على مجموعة الكفافه يطلق عليهم لقب ( خوانه ) لانهم يؤدون ( الخانه) أي المذهب يقومون بتأليفه وتلحينه وهم أحد ضلعي الكف( الكفافه)-و (المطرب) و فرقته الموسيقية التي يلعب فيها العود دور رئيسي مع الطار و الطبلة.
الخانة تكون من شطر واحد فمثلا يقول الخوانة : اشوفك ازعل... تغيب قلقان وعلي المغني أن يرتجل على نفس المذهب في مربعات شعرية متضمنه المذهب.
فنحن أمام حالة من الارتجال ولكنه الارتجال المنظم الذي تحكمه القوانين الموسيقية والشعرية.
لدينا في المنطقة الوقعة فيما بين مدينتي اسنا وداراو عديد من البلدان والقرى وكل بلده أو قرية بها مجموعة من الكفافه وكذلك لا يخلو مكان بنسبة 95% من أن يكون له مطرب, وهو والكفافه يشكلون فريقا يعبر عن قريتهم.
الكف حالة غنائية أو لون غنائي مرتبط بالقبائل العربية الموجودة في المنطقة ( الجعافرة ,أنصار,عبابدة, عليقات وقبائل عربية أخرى تسكن تلك المنطقة ) وتلك الحالة مصاحبه لهم بشكلها القديم الذي لم يفقد كثير من ذلك الشكل الذي يعتمد على مجموعة من الشباب يطلق عليهم الكفافه ومطرب وربما فتاة أو اكثر ترقص أمام الكفافه.
أحيانا يوجد في الكف عدد من المطربين تجد فيما بينهم مباراة في فن الكف وتبادل القدرة على الارتجال, وكذلك هناك بلاد تشتهر بكفافه أصحاب سيط لهم قدرة إبداعية عالية علي الابتكار.
الكف حالة غنائية بسيطة كما ذكرنا سابقا قائمة على حالة الارتجال المنظم فيما بين المطرب ومجموعة الكفافه.